الفنان محمد علي تجو
مطرب شعبي معروف، وعازف طنبور من الطراز الأول، له موهبة متميزة في مجال التأليف،
وارتجال كلمات أغانيه الشعبية الجميلة وأغاني
المناسبات .
للمطرب محمد علي تجو "أبو علي" شهرته الفنية بين أهالي عفرين منذ ما ينوف على نصف
قرن. وهو مشهور بتقلباته العاطفية وكثرة زيجاته على عادة الفنانين المعاصرين.
وهو ذو شخصية جذابة ووقورة بنفس الوقت، وكأنها تعكس جمال وهيبة وطبيعة جبل
"هاوار"، مثلما تعكس طلاقة لسانه ونبرته الدقيقة والواثقة في الحديث، صفات أبناء
ناحية آمكان المتصفين بالجرأة والصراحة والوضوح.
يقول الفنان علي تجو عن بداية ميوله الفنية والتعلق بالغناء: أثناء الحرب
العالمية الثانية، التحق اثنان من اخوته بالجيش الإنكليزي للقتال في شمالي أفريقيا
وفلسطين، وكان صبيا، تصطحبه أمه إلى الكروم، وهناك تغني أغاني حزينة بصوتها العذب
الجميل على فراق أبنائها، وغالبا ما كانت كلمات أغانيها وليد لحظتها. فأثر ذلك
كثيرا في تكوينه العاطفي وحبه للغناء فيما بعد. إضافة إلى تأثره الكبير بمطربين
مشهورين في قرية نازا القريبة من قريته حسن ديرلي، من أمثال 'إيفداشيروشقيقه حس
نازي، فتأثر، وأخذ منهم الأغاني والمقامات العديدة.
أما العزف على آلة الطنبور فقد تعلمه من والده وشقيقه، اللذين كانا يجيدان
العزف عليها، وتأثر كذلك بعزف وغناء الفنانين من مناطق عنتاب، الذين كانوا
يبدلون كلمات الأغاني إلى اللغة التركية، مع البقاء على ألحانها التقليدية
الشجية، فـ "أبو علي" يتقن اللغة التركية حديثا وغناء.
في حياته الفنية التي تجاوزت النصف قرن، غنى الفنان علي تجو الأغاني القصصية
القديمة، والإيقاعية الخفيفة في مختلف المناسبات الاجتماعية ، ويعتبر أفضل مغني عفرين
وبلغت أغانيه التي من تأليفه وغنائه 103 أغنية.
في عام 1976 دعته منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة للمشاركة في لقاءات فنية
لفنانين من شعوب العالم، فزار فرنسا وهولاندا خمس سنوات متتالية، يقدم خلالها فنونه
في الغناء والعزف على الطنبور.
للفنان علي تجو كثير من الأولاد، بعضهم يغني ويعزف على الطنبور، فابنته آراز تملك
صوتا جميلا، وتجيد الغناء، وابنها محمد يملك صوتا جميلا وقويا. ولايزال أبو علي يمارس
الغناء في مناسبات خاصة بعد أن تجاوز الثمانين من عمره.
كان علي تجو يقيم في مدينة حلب، إلا أنه انتقل للسكن في منطقة عفرين حديثاً وشأنه
كجميع الفنانين الشعبيين في منطقة عفرين.